سبب نزول سورة الفلق

تعددت أقوال أهل التفسير في سبب نُزول سورة الفلق، فذهب بعضهم إلى أن السبب هو سحر النبي -عليه الصلاة والسلام- من لبيد بن الأعصم اليهودي، عندما كان يخدم النبي -عليه الصلاة والسلام-، فجاءته اليهود وحرضوه على سحره، فأخذ مشط النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأعطاه لليهود وسحروه بها، فمرض النبي -عليه الصلاة والسلام- بعدها، وانتثر شعر رأسه، وكان يُخيل إليه الشيء أنه فعله وهو لم يفعله، فأتاه ملكان وجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند قدميه، وأخبروه بالحادثة، وعن مكان وجود السحر، فبعث بعض الصحابة إلى البئر الذي وصفه له الملكان بوجود السحر، وأخرجوه، فوجودا فيه إحدى عشرة عٌقدة مغروزة بالإبر، فأُنزلت سورة الفلق، فُكلما قرأ آية انحلت العقد، فقام كأنما ما به شيء.

التعريف بسورة الفلق

تعدّ سورة الفلق من السور المكية، وذُكر عن بعض أهل التفسير أنها من السور المدنية؛ لأن سبب نُزولها كان في سحر اليهود للنبي -عليه الصلاة والسلام- وهو في المدينة، عدد آياتها خمس آيات، عدد كلماتها ثلاث وعشرون كلمة، وعدد حروفها فهو واحد وسبعون حرفاً، وترتيبها في المصحف هو 113، تقع في الجزء الثلاثين، أما عن سبب تسميتها بـ “الفلق”، فلأنها افتتحت بذكر الفلق؛ وهو الصبح.

كما تُسمى بسورة قل أعوذ برب الفلق، وتُسمّى مع سورة الناس بالمُعوذتين، وكان نُزولها بعد سورة الفيل، وقبل سورة الناس، وابتدأت السورة بفعل الأمر “قُل”، وهي من السور التي لم يُذكر فيها لفظ الجلالة “الله”، وتتناول السورة إثبات توحيد الربوبية والألوهية؛ من خلال تعليم النبي -عليه الصلاة والسلام- وأُمته الاعتصام بالله وكيفية الاستعاذة به من شرور ما خلق من الحاسدين والسحرة، وأن الله تعالى هو الحافظ لعباده من كُل مكروهٍ وسوء، وأنه ينبغي على المُسلم التحصن بالله من جميع الشُرور الظاهرة والباطنة، بقراءة سورة الفلق وغيرها من السور والأدعية الثابتة عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.

فضائل سورة الفلق

ورد في فضل سورة الفلق العديد من الفضائل في الأحاديث الصحيحة، ففي تفسير سورة الفلق مجموعة من الفضائل وردت مع سورة الناس، ومن هذه الفضائل:

  1. رُقية النبي -عليه الصلاة والسلام- بها نفسه، فورد عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -عليه الصلاةُ والسلام- كان ينفث على نفسه في مرضه بالمعوذات، وطلب جبريل -عليه السلام- منه أن يقرأها على نفسه عندما سُحر.
  2. محبة الله -تعالى- لها، وحث النبي -عليه الصلاة والسلام- للمُستطيع أن يقرأها في كُل صلاة، فقد ورد عن النبي -عليه الصلاةُ والسلام- بقراءتها في صلاة الوتر، وأوصى بعض الصحابة الكرام بتحري قراءتها في الصلاة.
  3. تعوذ النبي -عليه الصلاة والسلام- بها في الريح والظُلمة الشديدة، فما تعوذ الإنسان بمثلها، ولا استعاذ بمثلها، واستحباب قراءتها مع سورة الناس عند النوم.
Khaled
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x
arArabic
مواصفات برو
Logo